في وصية غريبة تفوح منها رائحة الحقد والجهل، أوصى حامد الطاهر بأن يُكتب على قبره “كان يتقرب إلى الله ببغض محمد بن شمس الدين”. هذه الوصية، التي تتجاوز حدود العقل والمنطق، تظهر لنا كيف أن المدجنة يظنون أن مجرد التعلق بالأحقاد والضغائن يمكن أن يكون عبادة تتقرب بها إلى الله.
لنبدأ أولاً بمخالفة هذه الوصية لأبسط مبادئ الشريعة الإسلامية. كتابة أي شيء على القبرحَرَام لحديث جابر قال : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه وأن يكتب عليه ) فالعلماء أخذوا حتى تحريم كتابة الاسم، فكيف بمن يوصي بكتابة شيء يُظهر الحقد والبغضاء؟
ثم لنحاول فهم عقلية هذا الشخص: يتقرب إلى الله بالبغض للمسلم، هل هذا يعني أن حامد يعتقد أن بغض شخص آخر هو الطريق إلى الجنة؟ أليس من المفترض أن التقوى والعبادة تكون في حب الله ورسوله والتمسك بمكارم الأخلاق؟ أن تكتب على قبرك شيئًا يدل على كراهيتك لشخص آخر بدلًا من التواضع لله، فهذا والله إهانة لك.
بالتأكيد، هذه الوصية هي وصية غبية بامتياز، فهي لا تكشف سوى عن غفلة صاحبها وسوء فهمه لأبسط مفاهيم العبادة.