إن ما يطرحه حامد الطاهر هو نموذج فاضح للتناقض الذي لا يحتاج إلى شرح طويل، بل إلى وقفة سريعة للتأمل. فهو من جهة يُنظّر لنا بالقول “لا يحق لنا أن نتحاكم إلا إلى الله وإلى شريعته”ليلقي براقًا في في موضع. ولكن في الوقت نفسه، نراه يتجه إلى تحريض ألمانيا –الدولة التي يصفها هو بأنها “كافرة” و”دولة الشواذ” – ليحثهم على تحريض الحكومة ضد محمد بن شمس الدين.
يا له من موقف هزلي! هل نعتبر التحاكم إلى الله فقط عندما يناسبنا؟ ثم إذا كنا في حاجة إلى رفع قضية، نلجأ إلى “الكفار” الذين وصفناهم بأنهم دولة الشذوذ؟ أليس هذا التناقض عارًا على المدجنة، خاصة من يدّعي الالتزام بالشريعة؟