قال تعالى:
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ﴾ [المائدة: 27]
وقد أجمع أهل التفسير أن هذين الابنين هما هابيل وقابيل، وتفسير السلف أنهم تزوجوا من أخواتهم للتكاثر، لأن شريعة آدم كانت تبيح ذلك، وهو مؤقت لحاجة الإعمار.
زين الفاجر الذي يجعل الذهبي وابن كثير معصومين في رأيهم في النووي، وهي مسألة لا ترتبط بالدين والأنبياء، يأتي الآن لرد كلامهم الموافق لعموم الأمة بقوله إنهم مؤرخون.
وهذه أقوال من وصفهم بالمؤرخين:
إمامه ابن الجوزي: «رَوَى السُّدِّيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ آدَمَ عليه السلام كَانَ يُزَوِّجُ غُلامَ هَذَا الْبَطْنِ جَارِيَةَ الْبَطْنِ الآخر، وجارية هذا غلام البطن ذَلِكَ الْبَطْنِ.». [التبصرة لابن الجوزي (1/ 42)]
إمامه القرطبي: الْقَوْلَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّهُ كَانَ يُزَوِّجُ غُلَامَ هَذَا الْبَطْنِ لِجَارِيَةِ تِلْكَ الْبَطْنِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا مِنَ الْكِتَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً” «1»] النساء: 1]. وَهَذَا كَالنَّصِّ. [تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن (6/ 135)]
إمامه عز بن عبد السلام: «كانت حواء تضع في كل عام غلاماً وجارية فيتزوج الغلام بالجارية من البطن الآخر». [تفسير العز بن عبد السلام (1/ 380)]
ابن كثير: «السدي فيما ذكر عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر،». [تفسير ابن كثير – ط ابن الجوزي (3/ 369)]