الحنابلة وشدتهم على الأشعرية وأبي حنيفة

«اجتمع جماعة من الحنابلة بمسجد ابن شافع الحنبلي برأس درب المطبخ يسمعون كتاب ابن مندة في فضائل أحمد بن حنبل ومحنته في القرآن، وما جرى له مع الخلفاء من بني العباس، فذموهم ولعنوهم، وذموا أبا حنيفة والأشعري، وكان الكتاب يقرأ على ابن الخشاب، فأنكر عليهم إنسان دمشقي فقيه وقال: هذا لا يجوز. تلعنون أئمة المسلمين، وفقهاء الدين. فقاموا إليه وسبّوه، وهموا به.
ووصل الخبر إلى الخليفة، فتقدم إلى حاجب الباب بأخذهم وأخذ ابن الخشاب، وأن يركبوا بقرا ويشهّروا بالبلد. فقبض على جماعة منهم، وهرب ابن الخشاب، فلحق بالحلة إلى أن شفع فيه، فعاد، فقال ابن الخشاب في غيبته:
إذا دار السلام نبت بمثلي … فجنّبت السلامة والسلاما
ولا جرت الصّبا إلا سموما … بها وهمت سحائبها سماما
وكتب إلى الخليفة يستعطفه، وهو المستنجد بالله:
ألا قل لمستنجد بالإله … بعدلك أصبحت مستنجدا
وما لي ذنب سوى أنني … شأوت بني زمني أمردا
وإني وإن عدّت المشكلات … كنت الهزار وكانوا الصدى». [معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (4/ 1501)]

تمرير للأعلى