ما أجرأك على الله وما أعظم جهلك حين وقفت مباهلًا، ثم زعمت كذبًا أنك منتصر ومُنعَم، بينما أقدار الله تمضي عليك حتى أتتك المصائب من حيث لا تحتسب، وصرت تشتكي للناس ما ادعيت أنه راحة وسعادة!
المباهلة ليست لعبًا أو مجالًا للمكابرة، بل هي أمر عظيم يُلجأ إليه لإحقاق الحق ورد الباطل، وما فعلته كان غرورًا وحماقة جرّت عليك وبالها. فأين أنت الآن ممن يدعي الثبات واليقين؟
أما شكواك من المصائب، فهي رسالة واضحة لك أن عاقبة المكابرة على الحق وخيمة، وأن الله يمهل ولا يهمل. عد إلى رشدك، وتب إلى الله قبل أن ينزل بك ما هو أشد. قال بعض أهل العلم: “إن علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا ينفعه.”
فإن كنت عاقلًا، فاستغل هذه الفرصة، وارجع إلى الله قبل أن تندم حين لا ينفع الندم، وإلا فاستمر في شكواك، ولن تجد ناصرًا ولا معينًا إذا أصررت على عنادك وتجاوزك لحدودك.
وانظر سخط أصحابك عليك الذين صدّروك لترد على محمد بن شمس الدين، ثم لما انكشف جهلك وسقطت في المباهلة، ألقوك في المزابل غير مبالين بمصيرك، وكأنهم لم يعرفوك يومًا. هكذا يصنع أهل الباطل بأتباعهم: يدفعونهم إلى المواجهة ثم يتخلون عنهم عند أول هزيمة.